کد مطلب:90739 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:133

کتاب له علیه السلام (09)-إِلی عمّاله علی الخَراج















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی أَصْحَابِ الْخَرَاجِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ مَنْ لَمْ یَحْذَرْ مَا هُوَ صَائِرٌ إِلَیْهِ لَمْ یُقَدِّمْ لِنَفْسِهِ مَا یُحْرِزُهَا، وَ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ انْقَادَ لَهُ، عَمَّا قَلیلٍ لَیُصْبِحَنَّ مِنَ النَّادِمینَ.

أَلاَ وَ إِنَّ أَسْعَدَ النَّاسِ فِی الدُّنْیَا مَنْ عَدَلَ عَمَّا یَعْرِفُ ضُرَّهُ، وَ إِنَّ أَشْقَاهُمْ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ.

فَاعْتَبِرُوا وَ اعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ مَا قَدَّمْتُمْ مِنْ خَیْرٍ، وَ مَا سِوی ذَلِكَ وَدِدْتُمْ لَوْ أَنَّ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعیداً وَ یُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَ اللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ[1].

[صفحه 777]

وَ اعْلَمُوا أَنَّ عَلَیْكُمْ مَا فَرَّطْتُمْ فیهِ، وَ أَنَّ[2] مَا كُلِّفْتُمْ بِهِ لَیَسیرٌ، وَ أَنَّ ثَوَابَهُ لَكَثیرٌ.

وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ فیمَا نَهَی اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الظُّلْمِ وَ[3] الْبَغْی وَ الْعُدْوَانِ عِقَابٌ یُخَافُ، لَكَانَ فی ثَوَابِ اجْتِنَابِهِ مَا لاَ عُذْرَ لأَحَدٍ[4] فی تَرْكِ طَلَبِهِ.

فَارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَ لاَ تُعَذِّبُوا خَلْقَ اللَّهِ، وَ لاَ تُكَلِّفُوهُمْ فَوْقَ طَاقَتِهِمْ.

وَ[5] أَنْصِفُوا النَّاسَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، وَ اصْبِرُوا لِحَوَائِجِهِمْ، فَإِنَّكُمْ خُزَّانُ الرَّعِیَّةِ، وَ وُكَلاَءُ الأُمَّةِ،

وَ سُفَرَاءُ الأَئِمَّةِ.

وَ لاَ تَتَّخِذُنَّ حُجَّاباً[6]، وَ لاَ تُحْشِمُوا[7] أَحَداً عَنْ حَاجَتِهِ حَتَّی یُنْهِیَهَا إِلَیْكُمْ[8]، وَ لاَ تَحْبِسُوهُ عَنْ طَلِبَتِهِ.

وَ لاَ تَأْخُذُوا أَحَداً بِأَحَدٍ إِلاَّ كَفیلاً عَمَّنْ كَفِلَ عَنْهُ[9].

وَ لاَ تَبیعُنَّ لِلنَّاسِ فِی الْخَرَاجِ كِسْوَةَ شِتَاءٍ وَ لاَ صَیْفٍ، وَ لاَ دَابَّةً یَعْتَمِلُونَ عَلَیْهَا، وَ لاَ عَبْداً.

وَ لاَ تَضْرِبُنَّ أَحَداً سَوْطاً لِمَكَانِ دِرْهَمٍ.

وَ لاَ تَمَسُّنَّ مَالَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، مُصَلٍّ وَ لاَ مُعَاهِدٍ، إِلاَّ أَنْ تَجِدُوا فَرَساً أَوْ سِلاَحاً یُعْدی بِهِ عَلی أَهْلِ الإِسْلاَمِ، فَإِنَّهُ لاَ یَنْبَغی لِلْمُسْلِمِ أَنْ یَدَعَ ذَلِكَ فی أَیْدی أَعْدَاءِ الإِسْلاَمِ، فَیَكُونَ شَوْكَةً عَلَیْهِ.

وَ اصْبِرُوا أَنْفُسَكُمْ عَلی مَا فیهِ الاِغْتِبَاطُ.

وَ إِیَّاكُمْ وَ تَأْخیرَ الْعَمَلِ وَ دَفْعَ الْخَیْرِ، فَإِنَّ فی ذَلِكَ النَّدَمَ.

وَ احْتَرِسُوا أَنْ تَعْمَلُوا أَعْمَالاً لاَ یَرْضَی اللَّهُ بِهَا عَنَّا فَیَرُدَّ عَلَیْنَا وَ عَلَیْكُمْ دُعَاءَنَا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالی

[صفحه 778]

یَقُولُ: قُلْ مَا یَعْبَأُ بِكُمْ رَبّی لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ یَكُونُ لِزَاماً[10].

فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا مَقَتَ قَوْماً مِنَ السَّمَاءِ هَلَكُوا فِی الأَرْضِ[11].

وَ لاَ تَدَّخِرُوا أَنْفُسَكُمْ نَصیحَةً، وَ لاَ الْجُنْدَ حُسْنَ سیرَةٍ، وَ لاَ الرَّعِیَّةَ مَعُونَةً، وَ لاَ دینَ اللَّهِ قُوَّةً، وَ أَبْلُوا فی سَبیلِهِ مَا اسْتَوْجَبَ عَلَیْكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدِ اصْطَنَعَ عِنْدَنَا وَ عِنْدَكُمْ أَنْ نَشْكُرَهُ بِجُهْدِنَا وَ أَنْ نَنْصُرَهُ بِمَا بَلَغَتْ قُوَّتُنَا. وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظیمِ.


صفحه 777، 778.








    1. آل عمران، 30. و وردت الفقرات فی المصدرین السابقین.
    2. ورد فی صفین للمنقری ص 107. و نهج السعادة للمحمودی ج 4 ص 230.
    3. ورد فی المصدرین السابقین.
    4. ورد فی المصدرین السابقین.
    5. ورد فی المصدرین السابقین.
    6. ورد فی المصدرین السابقین.
    7. تحسموا. ورد فی نسخة العام 400 ص 388. و هامش نسخة ابن المؤدب ص 275. و نسخة الآملی ص 280. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 331. و نسخة عبده ص 597. و نسخة العطاردی ص 465.
    8. ورد فی صفین للمنقری ص 107. و نهج السعادة للمحمودی ج 4 ص 230.
    9. ورد فی المصدرین السابقین.
    10. الفرقان، 77.
    11. ورد فی صفین ص 125. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 442. و نهج السعادة ج 4 ص 230. باختلاف بین المصادر.